٠٧‏/٠٥‏/٢٠٢٢، ٦:٥٤ م

الناطق الرسمي لأنصار الله لـ"مهر":

ثبات الشعب اليمني في مواجهة التحديات كان الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها كل الرهانات

ثبات الشعب اليمني في مواجهة التحديات كان الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها كل الرهانات

يؤمن الجميع أن ثبات الشعب اليمني وصموده وعطاءه الكبير والوعي الذي تمتع به في مواجهة التحديات والحصار وكل النتائج التي فرضها العدوان مثلت صخرة صلبة تحطمت عليها كل رهانات العدو، وفشلت كل افكاره ومشاريعه.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: اكد وزير الدفاع اليمني في وقت سابق بعد اعلان الهدنة إلى أن القوات المسلحة، مُلتزمة بالهدنة رغم الخروقات المتواصلة لقوى العدوان، مشيرا الى ان القوات ملتزمة بالهدنة لأنهم يثقون بقيادتهم وملتزمون بما يصدر عنها من توجيهات. الشعب اليمني على اطلاع بحجم خروقات قوى العدوان والجميع يتوقع ذلك منهم وليس أمراً غريباً أو مفاجئاً.

فلو كانت قوى العدوان صادقة لفتحت مطار صنعاء الدولي لسفر المرضى ولما اعترضت على السفن المحملة بالمشتقات النفطية ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، وكلها جوانب إنسانية بحتة.

وبحكم المسؤولية وتبرئة للذمة يجب الكشف للشعب اليمني عن حقائق ما يجري في المحافظات المحتلة من قبل تحالف العدوان، فهناك مؤامرة واتفاق رسمي مع دول تحالف العدوان لتسليم اليمن للكيان الصهيوني ولمن يقف ورائهم من الدول الغربية مقابل بعض المطالب.

إن أحرار الشعب اليمني في الداخل والخارج لن يشاركوا في هذه المؤامرة ولن يهتزوا أمام الطغاة والمستكبرين وسيكون النصر حليفهم.

وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الناطق الرسمي لأنصار الله الأستاذ "محمد عبد السلام"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** بعد مضي نحو سبع سنوات على الحرب الأميركية السعودية على اليمن، برأيك لماذا وافق النظام السعودي على إعلان الهدنة في هذا التوقيت بالذات ؟ ولماذا ليس قبل الآن، وليس في مرحلة لاحقة؟

نحن نعتبر ان الهدنة العسكرية والإنسانية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة قبل شهر رمضان المبارك، وافق عليها الطرف الآخر لكثير من الأسباب، لكن ما نريد أن ننوه له أن في كل مناسبة أو فرصة نطرح مثل هذه الهدنة والطرف الآخر يرفضها.

ولا شك أن بعد ثماني أعوام من العدوان على اليمن انها فشلت هذه الحرب، وعرف الطرف الآخر أن الخيار العسكري فشل في تحقيق أي من الأهداف، وهو ما بات واضحاً ومعلوماً، وبالتالي تكون هذه الإستجابة للهدنة نتيجة لكثير من المعطيات سواء في محاولة لترتيب الصفوف بطريقة اخرى حسب ما يتصوروا، أو لترك المجال لإن تكون الحرب بطريقة أخرى ذات بعد اقتصادي واجتماعي وما شابه ذلك.

لكن ما نؤكد عليه أن الهدنة الإنسانية هي مطلبنا منذ بداية العدوان، والطرف الآخر هو من كان يرفضها، ونحن كنا نقدم الكثير من المبادرات والأفكار التي تسمح بمعالجة القضايا الإنسانية سواءً ما له علاقة بإخراج الجرحى والمرضى وعودة العالقين، والسماح بإدخال المواد الغذائية والصحية والمشتقات النفطية مع أنها جريمة لا تغتفر وليست وسيلة عسكرية، لكن للأسف هذا هو ديدن تحالف العدوان.

** كيف تقدرون رهانات النظام السعودي، على الهدنة وفي أي إتجاه سيحاول توظيفها ؟

نعتقد أن العدوان على اليمن والحصار الجائر والظالم على الشعب اليمني قد تمت تجربته على أكثر من صعيد ومن زمن، ولهذا نحن لا نعول على أن يكون هناك تعقّل وإدراك وإستدراك لما فات وانهاء لهذه الحرب الظالمة وفك الحصار.

لكن نحن نعتقد أن ثبات الشعب اليمني وصموده وعطاءه الكبير والوعي الذي تمتع به الشعب اليمني في مواجهة التحديات والحصار وكل النتائج التي فرضها العدوان هي مثلت صخرة صلبة تحطمت عليها كل رهانات العدو، وفشلت كل افكاره ومشاريعه.

وهذا نتيجة الوعي الكبير لأن المزاج الوطني للشعب اليمني هو ضد العدوان، ويرفض التدخل الخارجي، واليمن يشن عليه عدوانا تقوده السعودية والإمارات ومن خلفه أمريكا وبريطانيا وعدد من الدول، وهذا امر معروف بأنه عدوان بين الشعب اليمني الذي يحافظ على كرامته وسيادته وموقفه وبين دول معتدية من خارج الحدود تشن عدوانا وتفرض حصاراً ظالما وجائراً دون أي مسبب.

ولهذا نحن نعتقد انه ليصل الوعي والإدراك إلى أن هذه الحرب فشلت نحتاج إلى أن يكون هناك تحرك حقيقي من دول العدوان ولو ندرك أن هناك تعقل في هذا الإتجاه، نحن سنشجع على هذه الخطوة، لأننا في الأخير لا نريد لهذه الحرب ولهذا الدمار أن يحصل، وموقفنا هو موقف دفاعي منذ بدء العدوان وحتى الآن.

** ماذا لو أصر النظام السعودي على الإبقاء على الحصار بشكل كامل أو جزئي، وما هو الموقف اليمني في مواجهة هذا التحدي ؟

موقفنا فيما يتعلق بهذا الحصار هو معروف ومعلن، وقد أعلنه السيد عبد الملك مراراً كما أعلنه الرئيس المشاط في أكثر من مبادرة ومقابلة، والذي ينص أولاً على إنهاء العدوان، وقف للحرب الظالمة وإنهاء الحصار، واخراج القوات الأجنبية، ثم ترك الشعب اليمني يقوم بحل مشاكله في ظروف هادئة ومستقرة بين أطراف الوضع اليمني.

نحن لا ننكر أنه كان في السابق مشكلة يمنية معينة وكانت تقود الأمم المتحدة حواراً لإيجاد حلا لهذه المشكلة، لكن السعودية ومن معها في هذا العدوان هم لم يأتوا من أجل حل مشكلة اليمنيين، إنما استغلوا هذه المشكلة حتى يحققوا أهدافهم ويتجهوا نحو تغيير الوضع في اليمن إلى أن يستمر تحت الإستبداد، وتحت إنتهاك السيادة وأن ننفذ الإملاءات الخارجية دون أي مراعاة لما تتمتع به اليمن من دولة مستقلة ذات هوية وطنية، وله الحقوق الطبيعية في التعبير عن رأيه في ان يتعامل مع الاحداث سواء اكانت محلية او دولية من واقع ايمانه وثقافته، وكذلك من موقعه الوطني العربي الاسلامي.

لهذا نحن نعتقد ان الموقف الاساسي المتمثل بأنه إذا استمر الحصار بشكل او بآخر نحن نعتبر أن هذه الحرب ما زالت قائمة، والعدوان لا يجزأ والحصار لا يجزأ، الحصار قليله وكثيره حرام ولا يجوز وغير مقبول، ولا يمكن أن يقبل أي مواطن أن تنتهك سيادته، لكن نحن قد نقبل في مراحل معينة لأن يكون هناك فرصة للنقاش في هذه النقاط وهي وقف اطلاق النار، وفك الحصار، وإخراج القوات الأجنبية، والنقاش يكون على مراحل نبدأ فيها بالملف الإنساني ووقف أطلاق النار، وإخراج القوات الأجنبية، نتفق عليها كمبادىء ممكن هذه أن تخضع للنقاش.

** كيف تقيمون النتائج التي انتهت إليها الحرب حتى الآن من الناحية الاستراتيجية، وهل سنكون أمام مرحلة صراع سياسي محفوف بالرسائل الميدانية المتبادلة ؟

مهما إستمر الحصار لا يمكن أن يصل إلى النتائج التي بنت عليها دول العدوان مشروعها وأهدافها، هي أهداف لا يمكن أن تطبق على الإطلاق بالشكل الذي يتصوروه

النتائج الحالية وبإعتراف دول العدوان، وبإعتراف كل منصف في هذا العالم، عدوان شامل وحصار كامل لم يتوقف خلال ثماني سنوات، هذا يعني أنه فشل، وهذه قضية أصبحت معلومة ومعروفة، وأصبح العدو نفسه يعترف بذلك، ولم يقم بتغيير عبد ربه منصور هادي وإزاحته مع علي محسن الأحمر من المشهد نتيجة هذا الفشل، وهو لم يحصل من خلال تحركاته القادمة الا الفشل، لان العدوان على اليمن من بدئه عدوان غاشم وظالم لا يمكن ان يتحقق منه أي مكسب على الاطلاق، مهما بلغت القوة العسكرية.

ومهما إستمر الحصار لا يمكن أن يصل إلى النتائج التي بنت عليها دول العدوان مشروعها وأهدافها، هي أهداف لا يمكن أن تطبق على الإطلاق بالشكل الذي يتصوروه، وبالتالي تجربة ثماني سنوات كفيلة أن تعيد قراءة المشهد مرة أخرى.

** هل تعتقد أننا قد نشهد مرة أخرى في المدى المنظور الصواريخ والمسيرات اليمنية تقصف أهدافاً استراتيجية للنظام السعودي ؟

إذا لم تلتزم دول العدوان بتنفيذ الهدنة الإنسانية المتفق عليها، وإذا لم نحصل نحن والأمم المتحدة والأطراف الدولية على تسوية واضحة لإنهاء العدوان وفك الحصار وإخراج القوات الأجنبية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبل استمرار العدوان بشكل او بآخر.

ولهذا بمجرد أن تنتهي هذه الهدنة ولم يقوموا بتنفيذ ما تم الحديث عنه، أو لم نصل إلى حل آخر سواء إلى تمديدها، أو إلى إتفاق واضح يؤدي إلى إنهاء العدوان وفك الحصار، فنحن بلا شك القوات المسلحة بقواتها الصاروخية والباليستية على أتم الإستعداد لتنفيذ كل العمليات التي تطلبها منهم القيادة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية المتمثلة بإنهاء العدوان، وفك الحصار، واخراج القوات الاجنبية، ومواجهة هذا الاعتداء.

كما إننا نؤكد حتى تاريخ هذ الحوار أن العدوان لم يلتزم بالهدنة، إذ لم يسير رحلة طيران واحدة إلى صنعاء، مع أن الإتفاق في الهدنة الإنسانية أن يكون هناك رحلتان إحداهما من القاهرة والأخرى من عمان، ومع ذلك لا زال يماطل ويرواغ، اضافة إلى العراقيل المستمرة في السفن وبعض الخروقات.

نحن سيكون لنا حديث مع الأطراف الدولية، ونحن نعتقد أن موقف الأمم المتحدة حتى الأن هو موقفٌ سلبيٌ ومتخاذل، وإذا استمر بهذا الشكل فبالتأكيد إنه لا يمكن أن تنجح الأمم المتحدة بهذا المسلك، ولم تصدر أي موقف يطالب الطرف الآخر بتسيير الرحلات، وكذلك السماح للسفن بالدخول الى ميناء الحديدة.

** كيف ستواجهون مخطط تقسيم اليمن ومحاولة استنزافه بأدوات وتكتيكات أخرى، وهل سيشمل ردكم أيضاً النظام السعودي إذا كانت المواجهة على أرض اليمن وفي مواجهة أتباعه وأتباع النظام الإماراتي ؟

العدوان على اليمن له أسباب وهميّة وغير حقيقية، وهدفها في الظاهر أنها تتستر بالقضية اليمنية ولكن في حقيقة الأمر؛ الهدف هو أن يبقى اليمن ضعيفاً، وأن يبقى تابعاً، وأن يبقى في إطار الرهانات والصفقات أن كان على المستوى العربي أو مع الصهاينة أو الأميركيين أو أي طرف آخر، إضافة إلى تدمير الذي لم يستفد حتى في السابق لا من موقعه الإستراتيجي، ولا من ثرواته، ولا حتى من قدراته الوطنية البشرية المادية الاستراتيجية.

حقيقة أن العدوان على اليمن له الكثير من المصالح المشتركة مع الأميركيين والإسرائيلين، وهو لا يريد أن يكون هناك دولة عربية مقتدرة كاليمن التي لها موقعها الإستراتيجي وموقفها الداعم والواضح للقضية الفلسطينية، كما أن السعودية كذلك وللأسف لا تريد دولة قوية بجوارها وهو أحد مشكلات في الفكر السعودي بالتعامل تجاه القضية اليمنية.

كذلك نحن نعتقد أن الحديث عن أن هذا العدوان له اشتباك معين لمواجهة التهديدات، هذا غير صحيح، اليمن حتى عبر تاريخه لم يعتد على أحد، ولم يصدر عبر التاريخ أي إعتداء لا على السعودية كدولة مجاورة ولا على سلطنة عمان كدولة مجاورة.

السعودية ومن حشد لهذا التحالف من خلال التقاء المصالح مع الصهاينة والأميركيين والبريطانيين قاموا بهذا العدوان، لذلك كل العناوين التي يقدموها هي عناوين غير صحيحة، وغير منطقية، ومشكلة العدوان على اليمن أنهم يريدون منا أن نكون نماذج كتلك التي تساق الى الرياض والى أبو ظبي وتقدم الولاء والطاعة، وتنفذ مصالح الآخرين على حساب مصالح الشعب اليمني، وان يقرر الخارج تغيير هذا الرئيس وإزاحة هذا المسؤول.

هذا ما يريدونه هم بشكل لا يبقي لليمن أي هوية وطنية ولا أي هوية تعبر عن ذاته وعن بلد فيه ملايين من المواطنين الذين يطمحون الى أن يكون له استقلاله الكامل./انتهى/

رمز الخبر 1923570

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha